اللكنة المصرية
تتميز اللهجة المصرية القاهرية "بالاقتصاد" فى نطق الكلمات، فرادى أو وسط الجمل، بالمقارنة باللهجات العربية الأخرى "الأكثر قوة و الأقل مرونة". لذا نجد اللكنة المصرية كثيرة الحروف المتحركة و قليلة السواكن، حيث يفضل المصريون سواكن تستهلك جهداً أقل، مع الالتزام بالسواكن العربية التقليدية فقط فى بعض السياقات، كالرسمية و الدينية. هى لكنة حضرية، لكثرة مستعمليها عدداً، تنوعاً، تخاطباً، تفاعلاً، و استقراراً بجوار النهر و البيئة السهلية التى أسهمت فى تطور لغتهم بسرعة، منذ دخول العربية و تأثرها بعاداتهم. هى ليست الوحيدة كذلك، فتطور استخدام اللغة يتفاوت بين البلدان العربية و حتى بين أقاليم البلد الواحد، كلما أتيح أى من العناصر السابقة، بالإضافة لعناصر أخرى: دقة المعنى، بساطة القواعد، اختصار الألفاظ الزائدة، الاستفادة من اللغات الأخرى و التراث العربى، إلخ. يمكن تعلم اللهجة المصرية بسهولة، عن طريق حفظ الكلمات و القواعد، لكن يصعب إتقان "اللكنة" التى تحتاج إرهافاً أكثر للأذن و "إحساساً" أكثر بالنطق، لإدراك الفرق بينها و بين اللكنات الأخرى. ذلك يتطلب مجهوداً و مرونة أكثر، لذا نجد صغار السن، و محبى الموسيقى/الدراما/الصداقات/الثقافات المختلفة، و دارسى قواعد "الصوتيات" أسرع تعلماً من الآخرين. بعض الترجمات تخلط بين تسمية الحروف الساكنة و المتحركة، لذا تذكر السواكن أولاً هنا.
السواكن - لا توجد "ث، ذ، ظ" و إنما تستبدل ب "س، ز" - لا توجد حروف مفخمة (مفلطحة اللسان): "ص ض ط ظ" . و إنما تستبدل ب "س د ت ز" مصحوبة بالحروف المتحركة المناسبة. يفعل المصريون ذلك لتقليل الجهد الذى تحتاجه الحروف المفخمة و التى تحتاج صوتاً أعلى لتمييزها عن نظيراتها غير المفخمة. - الحروف الحلقية أو القريبة من الحلق يخففها المصريون بنطقها قريبة من الفك، بالمقارنة بنظيراتها فى اللكنات العربية الأخرى: "ع غ ح خ ه ء". على العكس، فى اللهجات البدوية مثلاً تبدو هذه الحروف و كأنها "تُجتر" داخل الحلق. لذا أيضاً تسبدل ال"ق" الحلقية بال "ك" الفكية. - الحروف القريبة من الأسنان و الشفاه يبعدها المصريون إلى الوراء قليلاً نحو وسط الفم لمزيد من "التحكم": "ب ت ج د ك ف ز س ش ل م ن و ى". على العكس، فى اللهجات البدوية مثلاً تبدو هذه الحروف و كأنها "تُبصق" من الفم. - تحتوى اللكنة المصرية على الحرف الساكن الأنفى "نج" كما فى اللغة الصينية، حيث لا تنطق النون أو الجيم، بل مزيج منهما، مثل كلمة "مانجة، بنجر، أنكر، إنجاز". - ال "ج":
- ال"قاف":
التنغيم معرفة التنغيم الصحيح لأى لغة/لهجة يسهل تلقائية نطقها. يتضح تنغيم الجمل بالطريقة المصرية أكثر فى الأحياء الشعبية و الساحلية (المطلة على البحر أو النهر)، التى تتميز بكثرة تفاعل ساكنيها معاً و مع أناس من أقاليم و جنسيات أخرى (إيطاليين، يونانيين، أرمن، إلخ.). يتضح أيضاً فى طريقة تقديمها ب"مبالغة" فى الإذاعة و السينما المصرية القديمة، كما كان سائداً فى العالم تلك الفترة. يتميز تنغيم اللهجة اللمصرية بغلق الفم أكثر، استخدام عضلات أقل، و تجنب الحروف الثقيلة. و هو ما يتيح جهداً أقل و تحكماً أكثر.
التشديد المقصود هنا تمييز مقطع عن آخر (و ليس علامة التشديد ّ فوق حرف ما):
- يشدد المقطع قبل الأخير
فى اللهجة المصرية القاهرية،
و ليس قبل قبل الأخير كمل فى معظم اللكنات العربية (حتى الصعيدية) أو الأخير
كما فى المغربية. فمثلاً:
الإدغام تحل أي من التركيبات التالية محل الأخرى:
• تد --> دد : متضايق/مدّايق إذا كان "الحرف
الأخير" متحرك طويل فإنه يستبدل بنظيره القصير:
يستثنى مما سبق الكلمات وحيدة المقطع، حيث تظل كما هى: فى، ما، تاه، سور، إلخ. يحذف المد أتناء الكلام
(عند نطق أكثر من كلمة معاً) ما عدا
المد فى "المقطع الأخير" فقط:
الحروف المتحركة تحتوى اللكنة المصرية على حروف متحركة لا توجد فى معظم اللكنات العربية الأخرى، تستخدم عادة فى الكلمات التى بها حروف ساكنة ثقيلة لتجنب نطقها: مفخمة، حلقية، أو دائرية (ل، ر). يستعمل المصريون حروفاً متحركة كثيرة (نحو 20) شاملةً الحروف المتحركة العربية التقليدية الستة: 1- a الفتحة الصوتان المتحركان التاليان يوجدان فى الفصحى أيضاً، و لكنهما يستعملان فى المصرية بكثرة، لتجنب نطق السواكن الثقيلة: 7- فتحة داكنة قصيرة
dark a (كما فى كلمة but الإنجليزية).
أمثلة: "بَطَة، هَجَر، فَخر" بقية الحروف المتحركة هى كالتالى:
9- كسرة خفيفة قصيرة e: "وِش، سِمسِم، بِنت" حروف متحركة أقل استعمالاً: 17- ضمة خفيفة داكنة (خلفية) طويلة: "صُوت، أُوضة"
saut, auda
|